لماذا يكذب الطفل ؟
1- الخوف من العقاب : الخوف من السلطة ممثلة في الأب أو الأم أو المعلم أو
أحد الذين يتولون تربية الطفل فالجميع ينسون التوجيه بملاعبة الطفل سبعا
وتأديبه سبعا ومصاحبته سبعا يجب ان نتعرف دائما على اسباب الكذب ومعالجتها
قبل ان نوقع العقاب. والوقاية خير معالجة ، فإن موقفنا التربوي هو عدم
القسوة في معاملة الأطفال وأيضا عدم التدليل المفرط ، وكل ما نرجوه ان
يكون موقفنا من الأخطاء التي يرتكبها الطفل موقف اتزان واعتدال .
2- السعي لإرضاء السلطة : يلجأ بعض الأطفال الى الكذب سعيا لاستمالة
السلطة سواءا الأب أو الأم أو المعلمة ، فالواجب يقضي ان نعامل الأبناء
والتلاميذ معاملة عادلة ومتساوية ، وإن أخطر ما يؤدي اليه هذا النمط من
السلوك لارضاء السلطة هو ان نخرج جيلا يحسن للسلطة وربما يلجأ الى رشوتها
لكي يحقق مآربه في الحياة .
3- السعي لاثبات الذات والحصول على مكانة اجتماعية : قد يلجأ هؤلاء
الأطفال الى تعويض الشعور بالنقص عن طريق ادعاء بعضهم كذبا بأنه يسكن حيا
من الأحياء الراقية أو البيوت الكبيرة ، أو لدى أسرته سيارة راقية وما الى
ذلك ويأملون من ذلك ان يحصلوا على المكانة الاجتماعية التي يتمتع غيرهم
بها ، ويثبتوا ذواتهم ،للأسرة هنا دور بأن تحرص على رفع معنويات الطفل
فالعبرة ليست بالحسب والنسب والجاه والثروة ،وإنما ا العمل والاجتهاد
والتفوق . والأسرة يجب ان تبذل جهدا لتوفير الحاجات العاطفية والمادية دون
سرف او تفريط .
4- الخيال الخصب للطفل وعدم تفرقته بين الخيال والواقع : وهذا يحصل أحيانا
عندما يسمع الطفل قصة حدثت لأحد الأقارب او الجيران ويستمع اليها فيتقمص
شخصية البطل فيها .
5- الرغبة في الانتقام : قد يشعر الطفل ان أحد التلاميذ يحظى دائما بالعطف
والمحبة والتقدير من المعلم ، على حين انه هو أحق بذلك العطف والحب، فتلعب
أحاسيس الغيرة دورها على شكل اشاعات ينشرها الطفل ضد غريمه وقد يصل به
الامر الى ان ينسب اليه اشاعة كبيرة او فعلا شائنا وقد يعتدي عليه
التلاميذ الآخرون ممن يشاركون الشعور نفسه ليشهدوا عليه بما لم يفعل وهذا
هو الكذب الانتقامي . فهو للأسف موجود في جميع فئات الجيل بين الصغار
والكبار . ان للأسرة والمدرسة والمجتمع دورا في تعليم الطفل الكذب ، فإن
الأب والمعلم والصديق عندما يلجأون للكذب موهمين الغير بصدقهم وانجاز ما
لم ينجزوه وانتحال مواقف مختلفة فهم في حقيقة الأمر يعلمون الأطفال هذه
الأنماط السلوكية وتصبح ثقافة يتباهى بها ضعاف النفوس . ونحن نشاهد في
مجتمعاتنا اليوم ثقافة الكذب كجزء من ثقافة الخطأ وأخشى ما نخشاه من شرعنة
هذا السلوك ليصبح عاديا متجاهلين قوله تعالى : { ان الله لا يهدي من هو
مسرف كذاب } - غافر 82 -
مجلة اشراقة