الشعاع الخارق
عدد المساهمات : 29 نقاط : 77 تاريخ التسجيل : 09/02/2012 العمر : 45
| موضوع: التابعي الجليل عامربن شراحيل الشعبي رحمة الله الجمعة فبراير 10, 2012 9:38 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عامر بن شراحيل الشعبي
قصة الإسلام
نسبه ونشأته
هو عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمر الهمدانى ثم الشعبي وهو من حمير وعداده في همدان، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب على المشهور، وعده أصحاب السير في الطبقة الثانية من التابعين. وصنفه صاحب تهذيب التهذيب فى الطبقة الثالثة، وكان في المدينة وسافر إلى خرسان، وعاش في الكوفة.
الصحابة الذين تعلم على يديهم
نال شرف صحبة أصحاب رسول الله، وتعلم على أيديهم، ونهل من علمهم، وأورد أبو نعيم في الحلية أن عامر بن شراحيل الشعبي أدرك خمسمائة من أصحاب رسول الله، ولكن من أشهر تعلم على يديهم وأخذ عنهم سيدنا عبد الله بن عمر، وتعلم من حبر الأمة عبد اللهبن عباس، ونهل من علم السيدة عائشة أم المؤمنين، وتعلم الحساب من الحارث بن الأعور.
أهم ملامح شخصيته قوة الذاكرة يقول عن نفسه كما ذكر أبو نعيم في الحلية: ما كتبت سوداء في بيضاء قط وما سمعت من رجل حديثا قط فأردت أن يعيده علي.
الولع بالعلم ولع الشعبي بالعلم ولعًا شديدًا حتى أنه كان يرى أنه لو سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليحفظ كلمة تنفعه، ما ضيع سفره ولا وقته، وقد بلغ من علمه أنه كان يقول: "أقل شيءٍ تعلَّمته الشعرُ، ولو شئت لأنشدتكم منه شهراً دون أن أعيد شيئاً مما أنشدته"، وكان الزهري يقول: "العلماء أربعة؛ سعيد بن المسيِّب في المدينة، وعامر الشعبي في الكوفة، والحسن البصري في البصرة، ومكحولٌ في الشام ".
الذكاء والحكمة لمَّا آلت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجَّاج عامله على العراق: "أن ابعث إليَّ رجلاً يصلح للدين والدنيا، أتخذه نديماً أو جليساً"، فبعث إليه بالشعبي فجعله من خاصَّته، وأخذ يفزع إلى علمه في المُعضلات.
وشهد بذكائه ملك الروم فقد وجهه عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم في بعض أموره فاستكثر الشعبي فقال له: أمن أهل بيت الملك أنت؟ قال: لا قال: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله رقعة لطيفة وقال له: إذا رجعت إلى صاحبك وأبلغته جميع ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا فادفع إليه هذه الرقعة، فلما صار الشعبيإلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، ونهض من عنده فلما خرج ذكر الرقعة فرجع فقال يا أمير المؤمنين: إنه حملني إليك رقعة نسيتها حتى خرجت وكانت في آخر ما حملني فدفعها إليه ونهض فقرأها عبد الملك فأمر برده فقال: أعلمت ما في هذه الرقعة؟ قال: لا قال: فيها عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا أفتدري لم كتب إلي بهذا؟ قال: لا قال: حسدني بك فأراد أن يغريني بقتلك فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني فبلغ ذلك ملك الروم فذكر عبد الملك فقال: لله أبوه والله ما أردت إلا ذاك.
التواضع الجم كان بتواضعه يخجل إذا ألبَسه أحد لقب العالِم، فقد خاطبه أحدهم قائل: "أجبني أيها الفقيه العالِم"، قال: "ويحك لا تُطْرِنَا بما ليس فينا، الفقيهُ من تورَّع عن محارم الله، والعالِمُ من خشيَ الله، وأين نحن من ذلك".
وجاء في حلية الأولياء "عن ليث قال: كنت أسأل الشعبي فيعرض عني ويجبهني بالمسألة فقلت: يا معشر العلماء يا معشر الفقهاء تروون عنا أحاديثكم وتجبهوننا بالمسألة فقال الشعبي: يا معشر العلماء يا معشر الفقهاء، لسنا بفقهاء ولا علماء ولكنا قوم قد سمعنا حديثًا فنحن نحدثكم بما سمعنا، إنما الفقيه من ورع عن محارم الله والعالم من خاف الله".
عدم الخوض في مواطن الفتن كان الشعبي يكره المراء، ويتصاون عن الخوض فيما لا يعنيه، فقدْ كلَّمه أحد أصحابه ذات يومٍ فقال: يا أبا عمرو، فقال: لبيك، قال: "ماذا تقول فيما يتكلَّم فيه الناس من أمر هذين الرجلين، قال: أي الرجلين تعني؟ قال: عثمان وعلي، قال:"إني والله لفي غنىً عن أن أجيء يوم القيامة خصيمًا لعثمان بن عفَّان، أو لعلي بن أبي طالب رضي اللهعنهما جميعاً"، مَن أنا حتى أكون حكمًا بينهم؟ أنا غني عن أن أكون خصمًا لأحد هذين الصحابيين الكبيرين، والنبي قال:" إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا".
وكان يقول: أحب صالح المؤمنين وصالح بني هاشم ولا تكن شيعيًا، وارج ما لم تعلم ولا تكن مرجئًا، واعلم أن الحسنة من الله والسيئة من نفسك ولا تكن قدريًا، وأحبب من رأيته يعمل بالخير وإن كان أخرم سنديا.
الحلم
قال أبو نعيم في حلية الأولياء: "جمع الشعبيإلى العلم الحلم، فقد روي أن رجلاً شتمه أقبح الشتم، وأسمعه أقذع الكلام، فلم يزِدْ عن أن قال له: "إن كنت صادقاً فيما تقول فغفر اللهُ لي، وإن كنت غير صادق فغفر اللهُ لك".
وكان الشعبي من أولع الناس بهذا البيت...
ليست الأحلام في حين الرضا ... إنما الأحلام في وقت الغضب
دفاعه عن المظلومين
كلَّم مرةً أمير العراقَيْن عمرَ بن هبيرة الفزاري في جماعةٍ حبسهم، فقال:"أيها الأمير إن كنت حبستهم بالباطل فالحق يخرجهم، وإن كنت حبستهم بالحق فالعفو يسعه".
عذب الروح محب للمفاكهة دخل عليه رجل وهو جالسٌ مع امرأته فقال: أيكما الشعبي؟ فقال: هذه.
وسأله مرة واحد: مَن تكون زوجة إبليس؟ قال له: واللهِ هذا عرسٌ ما شهدته.
الكرم كان يقول: "والله ما حللتُ حبوتي إلى شيءٍ مما ينظر إليه الناس، ولا ضربتُ غلاماً لي قط، وما مات ذو قرابةٍ لي وعليه دينٌ إلا قضيته عنه.
قالوا عنه لما مات الشعبي ونُعِيَ إلى الحسن البصري قال: يرحمه الله فقد كان واسعَ العلم، عظيمَ الحلم، وإنه من الإسلام بمكان.
من كلماته لو أن رجلا سافر من أقصى اليمن لحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمره ما رأيت سفره ضائعا ولو سافر في طلب الدنيا أو الشهوات إلى خارج هذا المسجد لرأيت سفره عقوبة وضياعًا وقال: العلم أكثر من عدد الشعر فخذ من كل شيء أحسنه.
تعامل الناس بالدين زمانا طويلا حتى ذهب الذين ثم تعاشروا بالمروءة حتى ذهبت المروءة ثم تعاشروا بالحياء ثم تعاشروا بالرغبة والهبة وأظنه سيأتي بعد ذلك ما هو شر منه.
وكان يقول: لا تمنعوا العلم أهله فتأثموا ولا تحدثوا به غير أهله فتأثموا.
وقال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من المتعبدين فإنهما آفة كل مفتون.
وقال: ليس حسن الجوار أن تكف أذاك عن الجار ولكن حسن الجوار أن تصبر على أذى الجار.
الوفاة اختلف المؤرخون فى تحديد تاريخ وفاة الشعبى. فعن إسحاق قال: توفي الشعبي بالكوفة سنة خمس ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة. وقال ابن دكين: توفي الشعبي سنة أربع ومائة. وعن أبان بن عمر بن عثمان قال: مات الشعبي سنة أربع ومائة. وقال غيره: توفي سنة ثلاث ومائة.
المصادر
حلية الأولياء - البداية والنهاية - آداب الصحبة - تهذيب الكمال - الطبقات الكبرى | |
|